هدامة، والمستفاد من قوله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140] وسيأتي مزيد بيان لهذا في الباب الثالث إن شاء الله تعالى.
وجعلت عنوان هذه الأطروحة: «الاستهزاء بالدين أحكامه وآثاره» .
بعد اختيار الموضوع وموافقة القسم عليه، أخذت أتتبع مادته المتناثرة في بطون الكتب والدواوين، فبدأت بجمع الآيات القرآنية من المصحف الشريف ثم أتيت على ما كتبه أهل التفسير عنها بدءًا بالإمام الطبري ... إلخ، ثم بعد ذلك انصرفت إلى السنة النبوية وجمعت الأحاديث الصحيحة - وهي قليلة - مع شرحها وبيان معانيها وأتيت على جملة من كتب العقائد المسندة كـ «اللالكائي» وغيره، وغير المسندة ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، ثم اتجهت إلى كتب السير والتواريخ فأخذت ما وجدته فيها حول الموضوع، وكذلك عرَّجت على ما كتب عن الديانات القديمة كـ «الجواب الصحيح» و «هداية الحيارى» و «الفِصَلْ» وما كتب عن الفِرق الإسلامية المبتدعة الضالة، ثم أتيت على الفكر المعاصر وما كتب حوله من نقد وتقويم، وبيان ما فيه من باطل، فوجدت فيه مادة كثيرة عن الاستهزاء بالدين، وخاصة فيما يتعلق بصوره، وطالعت - أيضاً - ما كتب في الصحافة من هجوم على الإسلام، وسخرية بأهله، وما كتب في الأدب أيضاً من استهزاء بالدين كما فعل «سلمان رشدي» و «علاء حامد» وغيرهم كثير كأهل الحداثة.
وبعد أن اجتمع عندي مادة كثيرة عن الاستهزاء بالدين وصوره توجهت إلى كتب الفقه، وما كتبه الفقهاء - الأئمة الأربعة وأتباعهم -