فهرس الكتاب
الصفحة 236 من 1137

قال العلّامة السعدي رحمه الله: «وهذا يشمل الحكم بينهم في الأموال والأعراض القليل من ذلك والكثير على القريب والبعيد والبر والفاجر والولي والعدو. والمراد بالعدل الذي أمر الله بالحكم به هو ما شرعه على لسان رسوله من الحدود والأحكام، وهذا يستلزم معرفة العدل ليحكم به، ولمّا كانت هذه أوامر حسنة عادلة قال: {إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} ، وهذا مدح من الله لأوامره ونواهيه لاشتمالها على مصالح الدارين ودفع مضارهما، لأن شارعها السميع البصير الذي لا يخفى عليه خافية ويعلم من مصالح العباد ما لا يعلمون» [1] .

وقد ابتلي المسلمون في عهود الضعف ببعض الخلفاء والأمراء الذين كانوا سبباً في الانحراف والفساد.

يقول ابن أبي العِزْ [2] رحمه الله: «وإنما وقع الفساد في العالم من ثلاث فرق، كما قال عبد الله بن المبارك رحمه الله:

فالملوك الجائرة: يعترضون على الشريعة بالسياسات الجائرة، ويعارضونها بها، ويقدمونها على حكم الله ورسوله.

وأحبار السوء: وهم العلماء الخارجون عن الشريعة بآرائهم وأقيستهم الفاسدة، المتضمنة تحليل ما حرم الله ورسوله، وتحريم ما أباحه،

(1) «تيسير الكريم الرحمن في تفسر كلام المنّان» (2/ 42) .

(2) العلامة صدر الدين محمد بن علاء الدين، علي بن محمد بن محمد بن أبي العز الحنفي، الأذرعي، الصالحي، الدمشقي، توفي سنة (792 هـ) . انظر: «شذرات الذهب» (6/ 326) لابن العماد الحنبلي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام