المشركين، وما حكم عليهم ووصفهم به، خاص بقوم مضوا، وأناس سلفوا وانقرضوا، ولم يعقبوا وارثاً، وربما سمع بعضهم قول من يقول من المفسرين: هذه نزلت في عباد الأصنام، هذه في النصارى، هذه في الصابئة فيظن الغمر أن ذلك مختص بهم، وأن الحكم لا يتعداهم، وهذا من أكبر الأسباب التي تحول بين العبد وبين فهم القرآن والسنة» [1] .
إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب عند جمهور العلماء [2] .
وفيما يلي سوف أعرض الأدلة من الكتاب والسنة على كفر الساب والمستهزئ وردته عن دين الإسلام.
* المطلب الأول *
الأدلة من الكتاب على كفر الساب وردَّته
الدليل الأول:
قوله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ * وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ .... } [التوبة: 64 - 65] .
وهذا نص في أن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفرٌ، وقد دلت هذه الآية على أن كل من تنقص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جادًا أو هازلًا فقد كفر [3] .
(1) «تحفة الطالب والجليس ... » (ص 59 - 60) .
(2) انظر: «الصارم المسلول» (ص 39) لابن تيمية.
(3) انظر: «الصارم المسلول» (ص 37 - 38) لابن تيمية، و «الدرر السنية» (8/ 102 - 103) .