المبحث الثاني
صور من الاستهزاء بالدين «أصوله وفروعه»
وفيه تمهيد وثلاثة مطالب:
تمهيد: كمال الدين وإتمام النعمة.
المطلب الأول: صور من استهزاء المشركين بدين الله تعالى.
المطلب الثاني: صور من استهزاء اليهود والنصارى بدين الله تعالى.
المطلب الثالث: صور من استهزاء أهل الأهواء والبدع بدين الله تعالى.
إن من نعم الله على عباده أن شرع لهم دينًا قويمًا، وهداهم إليه صراطًا مستقيمًا، فحاجة البشر إلى الدين والوحي تفوق حاجتهم إلى الطعام والشراب والطب وغيره، ممَّا لا غنى لهم عنه بمقتضى بشريتهم، فالدين الذي شرعه الله، وأكمله وأتمه على عباده، ببعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل الأرض، مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، فتحققت السعادة لمن أطاع وأذعن وانقاد لأمره، ووقع في الشقاوة من أعرض وأبى واستكبر عن الإتباع والتسليم.
فقد أخبر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه عن هذه النعمة فقال: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ