نجا أحَدٌ من ذلك لكان أفضل الخلق - صلى الله عليه وسلم - أولهم، ولكنه لقي من المكذبين المستهزئين في مكة والطائف والمدينة، ليكون ذلك تسلية لأتباعه من بعده: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الأنعام: 10، والأنبياء: 41] .
1 -على الأمة الإسلامية اليوم أن تعيد الاحترام والتعظيم والإجلال إلى الله - تعالى - وكتابه المبين ولنبيه الكريم، ولشرعه المتين - بدلًا من السخرية والاستهزاء - لتنال رضى الله - عز وجل - وتعود لها كرامتها وعِزَّها.
2 -وعلى الأمة - أيضاً - أن تعود إلى دين الإسلام؛ عقيدة وشريعة قولًا وعملًا، في جميع مجالات الحياة الخاصة والعامة، بدلًا من الاعتقاد الباطل في أن سبب تخلف المسلمين هو تمسكهم بهذا الدين - وليتحقق للأمة وعد الله لها بالتمكين في الأرض، ورفع الذلة والهوان عنها، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55] .
3 -وعلى الأمة - أيضاً - أن تحفظ حرمة النبي - صلى الله عليه وسلم - في خاصَّةِ نفسه؛ وفي آل بيته وبقية أصحابه، وأزواجه أمهات المؤمنين، وفي سُنَّتِه وهديه، وتقديم ذلك على آراء الأشخاص، وعصبيَّات المذاهب، وحزبيَّات الطوائف والجماعات والفرق، حتى تصبح الأمة أمة واحدة بحق، وما ذلك على الله بعزيز.