فهرس الكتاب
الصفحة 148 من 1137

وبهذا يتبيَّنُ خطورة الاستكبار عن الحق والانقياد إليه، وعدم امتثال أوامر الله - سبحانه وتعالى - واجتناب نواهيه، وعظم احتقار الناس وازدرائهم، والحط من أقدارهم، وأنَّ الكبر والاستكبار من أعظم بواعث الاستهزاء بالدين، والسخرية بالمؤمنين.

* المطلب الرابع*

النفاق

اختلف أهل اللغة في أصل النفاق، والذي يعنيني هنا القول الراجح الذي عليه عامة أهل اللغة، وهو أنَّهُ مأخوذ من نافقاء اليربوع، وهو باب جحره، فاليربوع يحفر له جحرًا ثُمَّ يسدُّ بابه بترابه ويُسمَّى هذا المدخل «القاصعاء» ، ثُمَّ يحفر له مخرجاً آخر حتى إذا بقي من التراب قشرة رقيقة تركها حتى لا يعرف مكان هذا المخرج، ويسمَّى هذا «النافقاء» ، فإذا أُتِيَ من قبل القاصعاء عدا فضرب النافقاء برأسه، وخرج منها وهرب، فكذلك المنافق يظهر خلاف ما يبطن [1] .

وأما النفاق في الشرع فهو: إظهار الإسلام، وإبطان الكفر، وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بهذا المعنى الخاص، وإن كان أصله الذي أخذ منه في اللغة معروف [2] .

1 -اعتقاد الكفر وكراهية الإسلام.

(1) انظر: «معجم مقاييس اللغة» (5/ 455) لابن فارس، و «المفردات» (ص 819) للراغب.

(2) انظر: «المنافقون في القرآن الكريم» (ص 14) للشيخ عبد العزيز الحميدي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام