تعالى: {وَبَرَزُوا لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} [إبراهيم: 21] ، وقال تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} [غافر: 47 - 48] ، وقال - جل وعلا: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60] ، وقال - جل وعلا: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ} [الأحقاف: 20] .
وجاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين - واللفظ لمسلم - من حديث حارثة بن وهب [1] أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألا أخبركم بأهل الجنةِ؟» قالوا: بلى، قال - صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ ضعيف متضعِّف لو أقسم على الله لأبرّه» ، ثمَّ قال: «ألا أخبركم بأهل النار؟» قالوا: بلى، قال: «كلُ عُتُلٍّ جَوّاظ [2] مستكبر» [3] .
(1) الخزاعي، أخو عبيد الله بن عمر بن الخطاب لأمه، له صحبة، وأمه أم كلثوم بنت جرول بن المسيب الخزاعية. انظر: «الاستيعاب» (1/ 370 - 371) ، و «الإصابة» (1/ 708) ، و «تهذيب التهذيب» (2/ 154) .
(2) قال النووي رحمه الله: «أمَّا العُتُلُّ بضم العين والتاء فهو الجافي الشديد الخصومة بالباطل، وقيل: الجافي الفظّ الغليظ، وأمَّا الجوَّاظ بفتح الجيم وتشديد الواو، بالظاء المعجمة فهو الجموع المنوع، وقيل: كثير اللحم المختال في مشيته، وقيل: القصير البطن. وقيل: الفاخر بالخاء» . «شرح صحيح مسلم» (17/ 194) . وانظر: «النهاية» (1/ 316) لابن الأثير.
(3) أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب الكبر، برقم (6071) ، «فتح» (10/ 504) ، ومسلم، كتاب الجنة وصفتها ونعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء، برقم (2853) ، «نووي» (17/ 193) .