المبحث الثاني
المستهزئ الزنديق «المنافق»
الزنديق هو الذي يسميه الفقهاء: المنافق، وهو الذي يضمر الكفر اعتقادًا ويظهر الإيمان قولًا [1] .
ويجمع الزنديق على زنادقة، وهم كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله: « ... قوم أظهروا الإسلام ومتابعة الرسل، وأبطنوا الكفر، ومعاداة الله ورسوله، وهؤلاء هم المنافقون، وهم في الدرك الأسفل من النار ... » [2] .
فإذا ما وقع من الزنادقة المنافقين استهزاء وسخرية بالله تعالى وبرسوله - صلى الله عليه وسلم - وطعن في دين الإسلام، أو تنقص لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأجل حق الصحبة، وما هم عليه من إتباع لشرائع الإسلام، وسنة سَيِّدِ الأنام، فحكمهم عند المسلمين وفي شريعة رب العالمين القتل إذا أظهروا ذلك، لأن نفاقهم هنا نفاقٌ اعتقاديٌ [3] يخرج صاحبه من الملة الإسلامية، وعلى هذا يدل كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام -.
(1) انظر: «أحكام أهل الملل» (ص 460) ، و «فتح الباري» (12/ 283) لابن حجر، و «الجامع لأحكام القرآن» (8/ 132) ، و «التعريفات» (ص 298) للجرجاني.
(2) «طريق الهجرتين» (ص 662) .
(3) انظر تقسيم النفاق إلى: اعتقادي يخرج من الملة، وعملي لا يخرج عن الملة: كتاب «الصلاة وحكم تاركها» (ص 59) لابن القيم، و «الدرر السنية» (2/ 37) جمع العلامة عبد الرحمن بن قاسم.