فهرس الكتاب
الصفحة 918 من 1137

تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} [التوبة: 109] .

فعلى هذا الأصل العظيم قام المجتمع الأول - مجتمع الصحابة رضوان الله تعالى عليهم - ويقوم عليه كل مجتمع يريد السعادة في الدنيا والآخرة.

وعندما نريد الحديث عن أثر الاستهزاء بالدين على المجتمع المسلم، فلا بد من إلماحة يسيرة حول مقومات المجتمع المسلم، ليتبين أن التعرض للدين بالسب والاستهزاء، وسكوت الأمة عن هذا الجرم العظيم يعرض المجتمع للفساد والزوال، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ} [إبراهيم: 28 - 29] .

وسوف أعرض أهم مقومات المجتمع المسلم كالتالي:

* المقوم الأول *

التوحيد

الذي دعت إليه جميع الرسل - عليهم الصلاة والسلام - وأنزلت من أجله الكتب، وجرِّدت في سبيله سيوف الجهاد، وافترق الناس فيه إلى فريقين: فريق في الجنة وفريق في السعير، فما من نبي من الأنبياء ولا رسول من الرسل إلا ودعا قومه إلى كلمة الإخلاص التي هي أساس التوحيد «لا إله إلا الله» ، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59] .

وقال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 65] ، وقال تعالى: وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام