فهرس الكتاب
الصفحة 481 من 1137

المبحث الأول

صور من الاستهزاء بالله - تبارك وتعالى -

تقدم معنا في الفصل السابق الحديث عن صور الاستهزاء في العصور الأولى، وما يتعلق بصور الاستهزاء بالله - تبارك وتعالى - وتنقصه بالإشراك معه غيره، وتحدثت في ضمن تلك الصور عن شرك القبور، ودعاء الأموات والاستغاثة بهم، من دون الله تعالى أو معه سبحانه، وهنا أضيف ما يتعلق بالعصر الحاضر من تلك الصور.

فمن صور السخرية بالله - سبحانه وتعالى: ما نراه منتشرًا في بقاع كثيرة من عالمنا الإسلامي من أضرحة ومشاهد، يطاف بها، ويعكف عليها، وتنذر لها النذور، وتقرب لها القرابين، وإبقاء لسنة الجاهلين ومحادَّة لله ولرسوله - عليه الصلاة والسلام -.

وقد ورد النهي عن هذا الشرك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعن عائشة وابن العباس رضي الله عنهما قالا: لمَّا نزل برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، طفق يطرح خميصةً له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» ، يُحذِّر ما صنعوا [1] .

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بعد أن ذكر هذا الحديث: «ومن غربة الإسلام أن هذا الذي لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعله تحذيرًا لأمته أن يفعلوه

(1) رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب الصلاة في البيعة، برقم (435 - 436) ، «فتح» (1/ 633 - 634) وفي مواضع أخر متفرقة. ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور، برقم (531) ، «نووي» (5/ 16) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام