فهرس الكتاب
الصفحة 723 من 1137

وأسلموا قُبِلَ منهم باتفاق المسلمين، ... والشرك الذي يغفره الله لمن تابَ باتفاق المسلمين، وما يقال: إنَّ في ذلك حَقٌ لآدمي، يجاب عنه من وجهين:

أحدهما: أن الله قد أمر بتوبة السارق والمُلَقَّبْ، ونحوهما من الذنوب متى تعلق بها حقوق العباد، كقوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 38} فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [المائدة: 38 - 39] ، وقال تعالى: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11] ، ومن توبة مثل هذا أنْ يعوض المظلوم من الإحسان إليه بقدر إساءته إليه.

الوجه الثاني: أن هؤلاء متأولون، فإذا تاب الرافضي من ذلك واعتقد فضل الصحابة وأحبهم ودعا لهم فقد بدَّل الله السيئة بالحسنة كغيره من المذنبين [1] .

* المطلب الثالث *

حكم الاستهزاء بالعلماء وسائر المؤمنين

إن للعلماء منزلة عظيمة في دين الإسلام، فهم ورثة الأنبياء، وحملة الوحي، وحماة الشريعة من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فتوقيرهم واحترامهم واجب شرعي، وخلق إسلامي رفيع،

(1) «الفتاوى الكبرى» (5/ 128 - 129) . وانظر: «مجموع الفتاوى» (3/ 291 - 292) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام