فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ [الحج: 27 - 28] . فكل شيء من آيات الله الكونية والشرعية تدعو إلى تعظيم الله - تبارك وتعالى -.
* المطلب الثاني *
تعظيم الرسول - صلى الله عليه وسلم -
جاء في كتاب الله - عز وجل - آيات كثيرة مُفْصِحة عن جميل ذكر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وبيان محاسنه وتعظيم أمره، والإشادة بقدره، ليعرف العباد منزلة هذا النبي عند ربه - جلَّ وعلا -.
منها: ما جاء في سياق المدح والثناء؛ كقوله تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128] ، وجاء في قراءة {مِّنْ أَنفَسِكُمْ} بفتح الفاء من النفاسة [1] وعلى كِلَا القراءتين فإن ذلك يقتضي مدحًا لنسب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه من صميم العرب وخالصها.
(1) انظر: «المحرر الوجيز» (3/ 100) لابن عطية، و «الجامع لأحكام القرآن» (8/ 191) للقرطبي.