فهرس الكتاب
الصفحة 897 من 1137

قال التيمي: فليتق المرء الاستخفاف بالسنن ومواضع التوقيف، فانظر كيف وصل إليه شؤم فعله [1] .

هذه صور ونماذج لبعض ما أوقعه الله تعالى على المستهزئين من عقوبات في الدنيا، وما ينتظرهم وأمثالهم في الآخرة أَشَدُّ وأنكى، وهذا ما سأذكره في المطلب التالي.

* المطلب الثاني *

عقوبتهم في الآخرة

إنّ من سنن الله - تبارك وتعالى - أنْ جعل الجزاء من جنس العمل [2] ، فما من إنسان يعمل عملًا صالحًا إلا كان جزاؤه صالحًا، وما من آخر يعمل عملًا سيئًا إلا كان جزاؤه سيئًا، قال تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 - 8] . وقال تعالى: {فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 37 - 41] .

فكان من قدر الله الكوني الشرعي أن جعل جزاء المستهزئين في الآخرة من جنس صنيعهم بأهل الإسلام في الدنيا، فسوف يعاقبهم الله بنقيض قصدهم، ويخزيهم غاية الخزي، ويجعل كيدهم في تباب.

(1) «بستان العارفين» (ص 126) للنووي. وانظر: «تعظيم السنة» (ص 32 - 33) تأليف عبد المقصود بن محمد السحيباني.

(2) انظر: حول هذا الموضوع كتاب «الجزاء من جنس العمل» تأليف د. سيد حسين العفاني، فهو نافع في بابه، تتبع مؤلفه في أوله جزاء المكذبين المستهزئين من أعداء الرسل قديمًا وحديثًا.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام