المبحث الثاني
«الأَسْبَابُ الخَارِجِيَّة»
وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: التقليد الأعمى للأمم السابقة.
المطلب الثاني: الانحراف العقدي في حياة الأمة.
المطلب الثالث: ضعف سلطان العلماء والمحتسبين.
المطلب الرابع: تعطيل حدِّ الردة على الزنادقة والمرتدين.
* المطلب الأول *
التقليد الأعمى للأمم السابقة
إن مسألة التقليد لم تكن مقتصرةً على الأمم السابقة كاليهود والنصارى أو فارس والروم، بل كل الأمم من عهد نوح إلى عهد عيسى - عليهما الصلاة والسلام - عَبْرَ تاريخ البشرية الطويل، حيث جاء ذمُّ التقليد في كتاب الله تعالى للآباء والأجداد، ووصفهم سبحانه بأنهم: «لا يهتدون» و «لا يعقلون» ، فقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ} [البقرة: 170] ، وقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [لقمان: 21] .