المقوم الأول: التوحيد.

المقوم الثاني: الشريعة الربانية.

المقوم الثالث: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

المقوم الرابع: العدل.

إن المتأمل في تاريخ الأمم والشعوب عبر التاريخ يجد أن هناك أممًا قامت، وشعوبًا تجمعت: فمنها ما كان يقوم على أسس ومقومات بشرية أرضية، مثل الإمبراطورية الرومانية واليونانية والفارسية، وعندما جاء الإسلام، وظهر في مكة، ثم استقر في المدينة عاصر ثنتين من تلك الإمبراطوريات وهي فارس والروم، فكانت مثل هذه الأمم تقوم على أساس اللون أو الجنس أو اللغة أو الأرض، فسرعان ما تذبل وتزول هذه المقومات الأرضية كما قال تعالى: {أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 109] .

ومنها ما كان يقوم على أساس متين كالمجتمعات التي قامت على أيدي الرسل عليهم الصلاة والسلام، فهي تستمد مقومات مجتمعها من تعاليم الرسالات السماوية التي عرفتها عن طريق الوحي، لأن طاقة البشر وعقولهم في أي مجتمع لا يمكن أن تستقل بمصالحها، وما يعود على مجتمعها بالنفع والفائدة إلا إذا آمنت بالله - تبارك وتعالى -