المبحث الأول
المستهزئ الكافر
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: المستهزئ الحربي.
المطلب الثاني: المستهزئ المعاهد أو الذمي.
* المطلب الأول *
المستهزئ الحربي
الكفار إما أهل حَرْبٍ، وإما أهل عهد [1] ، فالحربي نسبة إلى أهل الحرب: وهم الذين أمر الله - سبحانه وتعالى - بقتالهم بعد أن لم يكن مأذونًا بقوله تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ} [المائدة: 13] ، وقوله: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت: 34] ، وقوله: {لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} [الغاشية: 22] ، وما كان مثله ممَّا نزل بمكة [2] .
قال ابن القيم: «فلما استقرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، وأيَّده الله بنصره، وبعباده المؤمنين والأنصار، وألَّف بين قلوبهم بعد العداوة والإحَنِ التي كانت بينهم، فمنعته أنصارُ الله وكتيبةُ الإسلام من الأسود والأحمر، وبذلوا نفوسهم دونه، وقدموا محبته على محبة الآباء والأزواج، وكان أولى بهم من
(1) انظر: «أحكام أهل الذمة» (2/ 475) لابن القيم.
(2) انظر: «الجامع لأحكام القرآن» (2/ 231) للقرطبي.