فهرس الكتاب
الصفحة 352 من 1137

دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا [المائدة: 3] ، روى ابن جرير الطبري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «أخبر الله نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدًا، وقد أتمه الله - عز وجل - فلا ينقصه أبدًا، وقد رضيه فلا يسخطه أبدًا» [1] .

قال ابن كثير رحمه الله: «هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء وبعثه إلى الجن والإنس، فلا حلال إلا ما أحله الله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه الله، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خلف، كما قال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام: 115] ، أي: صدقًا في الأخبار، وعدلًا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل لهم دينهم تمت عليهم النعمة، ولهذا قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} ، أي: فارضوه أنتم لأنفسكم، فإنه الدين الذي أحبه الله ورضيه، وبعث به أفضل الرسل الكرام، وأنزل به أشرف كتبه» [2] .

وللعلماء - رحمهم الله - معانٍ في إكمال الدين، وما المقصود به؟

(1) «جامع البيان» (4/ 419) ، برقم (11084) . وانظر: «الدر المنثور» (2/ 456) للسيوطي.

(2) «تفسير القرآن العظيم» (2/ 19 - 20) . وانظر: «غاية المنتهى» (ص 9 - 11) للعلامة محمد الشنقيطي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام