فهرس الكتاب
الصفحة 975 من 1137

ويندبون إلى أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك؛ ويأمرون ببرِّ الوالدين وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل، والرفق بالمملوك، وينهون عن الفخر والخيلاء، والبغي، والاستطالة على الخلق بحقٍّ أو بغير حق؛ ويأمرون بمعالي الأخلاق، وينهون عن سفاسفها. وكُلُّ ما يقولونه، أو يفعلونه من هذا وغيره: فإنما هم في متبعون للكتاب والسنة» [1] .

أقول هذا المعنى الشامل الكامل للخلق الإسلامي قد ضعف عند المتأخرين في هذه الأمة، واختلَّ مفهومه، هذا عند أهل الإسلام، الَّذِين يدينون بشرائعه، ويمتثلون أوامره ونواهيه.

أمّا موقف المستهزئين أعداء الإسلام من الأخلاق فقد اتخذوها سخرية واستهزاءً، فمنذ أن اتَّجَه العالم الإسلامي نحو الغرب، وفُتِنَ بثقافته، ومدنيَّتِه، وما وصل إليه من تقدم صناعي وتقني، لكنه من الناحية الخلقية قد وصل إلى درجة لا يحسدون عليها.

يقول سيد قطب رحمه الله: «ولست أنسى أن أحد «الدكاترة» في التربية العائدين من أمريكا، كان يتحدث معي عن المجتمع الأمريكي، فقلت: إن لهذا المجتمع مزاياه. ولكن الذي أنكره عليه هو أنه ينفي العنصر الأخلاقي من حسابه جملةً، ويعدُّه عنصرًا دخيلًا على الحياة. فانتفض في حماسة وأستاذية يقول: «إذا كُنَّا سنتحدث عن الأخلاق، إذن فلنرجع إلى عيشة الخيام» » [2] .

(1) «مجموع الفتاوى - العقيدة الواسطية» (3/ 158 - 159) .

(2) «أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب» (ص 179) د. صلاح عبد الفتاح الخالدي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام