العدوان بمثله [1] .
وهذا هو مقتضى أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: «وجاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» [2] .
وقد درج السلف الصالح على منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في الثبات على هذا الموقف الراسخ من المستهزئين الساخرين من أهل الشرك والكفر وغيرهم حتى كان واقعاً ملموساً في حياتهم فيما دون سب الله تعالى ودينه ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
قال الإمام اللالكائي رحمه الله: بلغ عليًا أن ابن السوداء ينتقص أبا بكر وعمر فدعا به ودعا بالسيف فهمّ بقتله فكُلم فيه فقال: «لا يساكنني ببلد أنا فيه فنفاه إلى الشام [والصواب: المدائن] » [3] .
وروى اللالكائي بسنده عن المغيرة قال: «تحول جرير بن عبد الله وحنظلة وعدي بن حاتم من الكوفة إلى قرقيسيا وقالوا: لا نقيم ببلد يشتم أهله عثمان - رضي الله عنه -» [4] .
فماذا عسى أن أقول في هذا الزمان الذي أصبح في كثير من المسلمين يوادون من حاد الله ورسوله من المستهزئين، ويجعلونهم أصدقاء، ويهنؤنهم في الأعياد والمناسبات، من المشركين وأهل الكتاب وأرباب الإلحاد
(1) انظر: «فتح الباري» (10/ 563) لابن حجر، و «شرح صحيح مسلم» (16/ 281) للنووي.
(2) أخرجه أبو داود، كتاب الجهاد، باب كراهية ترك الغزو، برقم (2504) (3/ 22) ، والنسائي في كتاب الجهاد، باب وجوب الجهاد، برقم (4304) (3/ 6) ، وأحمد في «المسند» (3/ 134) كلهم بهذا اللفظ، والحديث صحيح. انظر: «فيض القدير» (3/ 452) ، و «صحيح الجامع» برقم (3090) (1/ 593) .
(3) «شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة» (7/ 1261، 1264) برقم (2379، 2380) .
(4) المصدر نفسه (7/ 1265) برقم (2381) .