والزندقة، ولا أثر للموالاة والمعادات على أساس الدين والمعتقد بل ذاب هذا كله وبقي الاشتراك في الوطن والمواطنة هو الأساس، أو الرابطة اللغوية والعرقية والنسب دون الالتفات إلى الميزان الحق: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] ، وقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [التوبة: 71] ، ألم يسمع هؤلاء المفتونون ما جرى يوم بدر وأُحد من براءة أبي بكر من ابنه ودعوته له للقتال، وقتل عمر بن الخطاب خاله العاص بن هشام، وعلي وحمزة - رضي الله عنهم أجمعين - حين قتلوا عتبة وشيبة ابني ربيعة فأنزل الله قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22] [1] .
(1) انظر: «أسباب نزول القرآن» (ص 434) للواحدي، و «أسباب النزول» (ص 371) للسيوطي، و «الولاء والبراء» (ص 226 - 229) لشيخنا الدكتور: محمد القحطاني.