فهرس الكتاب
الصفحة 710 من 1137

قال: «آية الإيمان حُبُّ الأنصار، وآية النِّفاق بغضُ الأنصار» [1] ، وفي لفظ: «الأنصار لا يحبهم إلّا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق ... » ، وغيرها من الأحاديث في هذا الباب.

قالوا: فمن سبَّهم فقد زاد على بغضهم، فيجب أن يكون منافقًا لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر [2] .

قلت: فمفهوم كلام هؤلاء العلماء أن النفاق هنا نفاق اعتقادي وليس نفاقًا عمليًا، إذ النفاق عند المحققين من أهل العلم نوعان:

أحدهما: نفاق اعتقاد: وهو الذي أنكره الله على المنافقين في القرآن وأوجب لهم به الدرك الأسفل من النار [3] .

وقد قسَّم العلماء هذا النوع إلى ستة أقسام: تكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو تكذيب بعض ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو بغض الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو بغض ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو المسرَّة بانخفاض دين الرسول، أو الكراهة لانتصار دين الرسول، فهذه الأنواع الستة صاحبها من أهل الدرك الأسفل من النار، نعوذ بالله من الشقاق والنفاق [4] .

الثاني: نفاق عملي [5] : وهو خمسة أنواع: إذا حدَّث كذب، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر، وإذا ائتمن خان، وإذا وعد أخلف، كما ثبت

(1) أخرجه البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب حب الأنصار من الإيمان، برقم (3783، 3784) ، «فتح» (7/ 141) ، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أنَّ حب الأنصار وعلي من الإيمان وعلاماته وبغضهم من علامات النفاق، برقم (74، 75) ، «نووي» (2/ 425 - 426) .

(2) انظر: «الصارم المسلول» (ص 583 - 584) .

(3) انظر: «الصلاة وحكم تاركها» (ص 59) لابن القيم.

(4) «الدرر السنية» (2/ 37) من كلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب.

(5) «الصلاة» (ص 59) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام