فهرس الكتاب
الصفحة 709 من 1137

قال الإمام النووي: «واعلم أن سب الصحابة - رضي الله عنهم - حرام من فواحش المحرمات سواء من لابس الفتن منهم وغيره لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون ... قال القاضي: وسب أحدهم من المعاصي الكبائر ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزر ولا يقتل. وقال بعض المالكية: يقتل» [1] .

أمَّا من استهزأ بالصحابة وتنقَّصهم مستحلًا لذلك فقد كفر، وإن لم يكن مستحلًا فَسَقَ ولم يكفر [2] . ومن استهزأ بالصحابة، وطعن عليهم لكونهم صحابة، ولفضل الصحبة، فينبغي القطع بتكفيره لأن ذلك استخفاف بحق الصحبة وفيه تعريض بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ... » [3] .

هذا ما عليه جمهور المحققين من أهل العلم والفقه غير أنَّ طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة وغيرهم يقطع بقتل من سب الصحابة، وتكفير الرافضة، ولهم دلالات من الكتاب والسنة، وآثار عن الصحابة، أفاض في ذكرها شيخ الإسلام - عليه رحمة الله - في كتابه العظيم «الصارم المسلول على شاتم الرسول» في نحو ثمان صفحات، منها:

قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ... } ، إلى قوله: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29] ... فمن غيظ بالصحابة فقد شارك الكفار .. ولا يشارك الكفَّار إلا كافر [4] .

ومنها أحاديث في الصحيحين وغيرهما، فعن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -

(1) «شرح صحيح مسلم» (16/ 326 - 327) . وانظر: «فتح الباري» (7/ 44) حيث نقل الخلاف في المسألة بين قتله وتعزيره، و «الروضة الندية» (2/ 630 - 631) لمحمد صديق حسن خان.

(2) «الصارم المسلول» (ص 572) .

(3) انظر: «الإعلام بقواطع الإسلام» (ص 353) ، و «الصواعق المحرقة» (1/ 135 - 136) كلاهما لابن حجر الهيتمي.

(4) «الصارم المسلول» (ص 581 - 582) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام