فهرس الكتاب
الصفحة 411 من 1137

بلغني أذاهُ في أهل بيتي؟ فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلًا ما علمت عليه إلا خيرًا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي ... » الحديث [1] .

«وفي رواية هشام بن عروة: «أشيروا عليّ في أناس أبَنُوا أهلي ... » ، ومعناه: عابوا أهلي أو اتهموا أهلي، وهو المعتمد لأنَّ الأبَنَ بفتحتين: التهمة ... وقع في رواية الغسَّاني: «في قوم يسبون أهلي» [2] .

وقد وقع في عرض عائشة فريقان من الناس، الأول: من أهل الخير والصلاح من الصحابة، كحسان ومسطح وحمنة، والثاني: أهل النفاق والشقاق كابن أبي بن سلول - عليه من الله ما يستحق - والفرق بين الفريقين كما قال ابن تيمية رحمه الله - أنَّ «ابن أُبيّ وغيره ممن تكلم في شأن عائشة رضي الله عنها أنه كان يقصد بالكلام فيها عيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والطعن عليه، وإلحاق العار به، ويتكلم بكلام ينتقصه به؛ فلذلك قالوا: نقتله، بخلاف حسَّان ومسطح وحمنة فإنهم لم يقصدوا ذلك، ولم يتكلموا بما يَدُلُّ على ذلك؛ ولهذا إنما استعذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من ابن أبي دون غيره؛ ولأجله خَطَبَ الناس حتى كاد الحيان يقتتلون» [3] .

فأنزل الله في شأن عائشة قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة، مفصحًا عن براءتها ممَّا رماها به أهل الإفك والنفاق، مرشدًا للأمة المسلمة إلى التثبت في مثل هذه الحال، حتى يأتوا بأربعة شهداء، فإن لم يأتي أهل الإفك

(1) رواه البخاري، كتاب التفسير، باب {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ ... } ، برقم (4750) ، «فتح» (8/ 306 - 309) ، ومسلم في كتاب التوبة، باب في حديث الإفك، وقبول توبة القاذف، برقم (2770) ، «نووي» (17/ 108 - 119) .

(2) «فتح الباري» (8/ 327) لابن حجر. وانظر: «شرح صحيح مسلم» (17/ 114) للنووي.

(3) «الصارم المسلول» (ص 186 - 187) . وانظر: المصدر نفسه (ص 53 - 54) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام