فهرس الكتاب
الصفحة 410 من 1137

الطريق الأول:

تمجيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبيان مكانته عند ربه وفي الملأ الأعلى.

تقرير أن إيذاءه إيذاء لله سبحانه وجزاؤه عند الله الطرد من رحمته في الدنيا والآخرة، والعذاب الذي يناسب الفعلة الشنيعة ... وفي ظل هذا التمجيد الإلهي يبدو إيذاء الناس للنبي - صلى الله عليه وسلم - بشعًا شنيعًا ملعونًا قبيحًا ... ويزيده بشاعة وشناعة أنه إيذاء لله من عبيده ومخاليقه ... » [1] .

فمن صور استهزاء المنافقين: ما وقع في غزوة بني المصطلق، عندما خرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد كان من عادته أن يقرع بين نساءه فخرج في تلك الغزاة سهم عائشة بنت الصديق - رضي الله عنها وعن أبيها - فلمَّا قضى عليه الصلاة والسلام تلك الغزوة، فقدت الصديقة عِقْدًا لها فذهبت تبحث عنه وارتحل الجيش، ولم تُفْقَد، ولم يعلم بها إلا عند الظهيرة، عندما قدم بها صفوان بن المعطِّل، فتكلم من تكلم في عرض عائشة، واتهموها بصفوان بن المعطل، فكان الذي تولى كبر هذا الطعن في أهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول.

وعندما فشى في الناس هذا الأمر، ومكث ما يزيد على الشهر، وقد انقطع الوحي، وقد استشار النبي بعض أصحابه [2] ، ثمَّ صعد المنبر فخطب الناس، فكان ممَّا قال: يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل

(1) «في ظلال القرآن» (5/ 2879) لسيد قطب. وانظر: «تفسير القرآن العظيم» (3/ 823) ، و «زاد المسير» (6/ 419 - 420) .

(2) منهم علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد رضي الله عنهما. انظر: «الفتح» (8/ 307 - 308) نص حديث عائشة، و «الصارم المسلول» (ص 53 - 54) ، و «السيرة النبوية» مجلد (2/ 301) لابن هشام.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام