فهرس الكتاب
الصفحة 89 من 1188

والله - عز وجل - لا يقاس على خلقه بقياس تمثيلي أو شمولي (1) ، لأن أفعاله صادرة عن أسمائه وصفاته بعكس أسماء المخلوقين فهي صادرة عن أفعالهم؛ فالرب تبارك وتعالى أفعاله عن كماله، والمخلوق كماله عن أفعاله فاشتقت له الأسماء بعد أن كمل بالفعل، أما الرب سبحانه فلم يزل كاملا فحصلت أفعاله عن كماله لأنه كامل بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، كمل ففعل، والمخلوق فعل فكمل الكمال اللائق به (2) ، ومن ثم فإن ورود النص صريحا بعلمية الاسم من أهم الضوابط أو الشروط في التعرف على أسماء الله الحسنى، وسيأتي بإذن الله تعالى حصر الأسماء التي أدرجت في الروايات والتي لم تنطبق عليها شروط الإحصاء.

(الشرط الثالث: إطلاق الاسم دون إضافة أو تقييد.

(1) قياس التمثيل هو إلحاق فرع بأصل في حكم جامع لعلة، وهو محرم في باب الأسماء والصفات لأن الممثل يجعل صفة الله فرعا وصفته أصلا ويحكم بينهما بالتماثل لعلة الاشتراك في الصفة عند التجرد عن الإضافة وهذا باطل، أما قياس الشمول فهو قياس كلي علي جزئي ويستخدمه المشبه والمكيف ومثاله قولهم: لو كان علي العرش لكان محمولا، ولو كان في مكان لكان محصورا، ولو كان كذا لكان كذا، فالمشبه يجعل هذه القوانين التي تحكمنا قانونا شاملا عاما ويجعل الله تعالي فردا من البشر تسري عليه تلك القوانين، ويجدر التنبيه على أنه يجوز في حق الله قياس الأولي لقوله: {وَللهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} [النحل:60] ، وهو كل كمال لله لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات فالله هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزه عنه بعض المخلوقات فالرب هو أولى أن ينزه عنه، انظر مختصر القواعد السلفية في الصفات الربانية للمؤلف ص 13.

(2) بدائع الفوائد 1/ 169 بتصرف.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام