فهرس الكتاب
الصفحة 184 من 1188

قال ابن القيم: (وقد اختلف النظار في هذه الأسماء هل هي متباينة نظرا إلى تباين معانيها، وأن كل اسم يدل على غير ما يدل عليه الآخر، أم هي مترادفة لأنها تدل على ذات واحدة؛ فمدلولها لا تعدد فيه وهذا شأن المترادفات؟ .. والتحقيق أن يقال: هي مترادفة بالنظر إلى الذات متباينة بالنظر إلى الصفات، وكل اسم منها يدل على الذات الموصوفة بتلك الصفة بالمطابقة، وعلى أحدهما وحده بالتضمن، وعلى الصفة الأخرى بالالتزام) (1) ، وقال أيضا: (أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت، فإنها دالة على صفات كماله، فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية؛ فالرحمن اسمه تعالى ووصفه، لا تنافي اسميتُه وصفيتَه، فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله، ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع، ورود الاسم علما، وكذلك فإن الأسماء مشتقة من الصفات، إذ الصفات مصادر الأسماء الحسنى) (2) .

ومن المعلوم أن فطرة البشر مجبولة على طلب الأوصاف الحميدة والانتساب للنعوت الجميلة والأفعال الجليلة، ومن ثم فإن أسماء الله - عز وجل - من باب أولى دالة على أوصاف الجلال ومعاني الكمال والجمال.

(1) جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام لابن قيم الجوزية ص 177.

(2) بدائع الفوائد 1/ 28، ستأتي إن شاء الله قضية الاشتقاق بالتفصيل بعد قليل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام