وكذلك لا يتشبه بالله فيما انفرد به من الخلق والربوبية؛ فيمثل التماثيل ويتشبه بالله في الخلق والتصوير، روى البخاري عن مسلم بن صبيح الهمداني أنه قَال: (كُنَّا مَعَ مَسْرُوقٍ فِي دَارِ يَسَارِ بْنِ نُمَيْرٍ فَرَأي فِي صُفَّتِهِ تَمَاثِيل فَقَال: سَمِعْتُ عَبْد َاللهِ بن مسعود قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ) (1) ، وعند أحمد من حديث ابن عمر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ يُقَالُ لهُمْ أَحْيُوا مَا خَلقْتُمْ) (2) ، وفي صحيح البخاري من حديث أبي زُرْعَةَ البجلي قَال: (دَخَلتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ دَارًا بِالمَدِينَةِ فَرَأي أَعْلاهَا مُصَوِّرًا يُصَوِّرُ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ ـ يعني عن رب العزة أنه قال - عز وجل:(وَمَنْ أَظْلمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلقِي فَليَخْلُقُوا حَبَّةً وَليَخْلُقُوا ذَرَّةً) (3) ، فالحديث نبه فيه الله - عز وجل - بالذرة والشعيرة على ما هو أعظم منها وأكبر.
أما من جهة التسمية بعبد الخالق، فقد تسمى به أبو روح البصري عبد الخالق بن سلمة الشيباني، من الطبقة السادسة الذين عاصروا صغار التابعين، وهو ثقة مقل كما ذكر ابن حجر والذهبي (4) .
الدليل على ثبوت الاسم وإحصائه.
(1) البخاري في كتاب اللباس، باب عذاب المصورين يوم القيامة 5/ 2220 (5606) .
(2) مسند الإمام أحمد 1/ 375 (3558) ، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
(3) البخاري في اللباس، باب نقض الصور 5/ 2220 (5609) .
(4) تهذيب التهذيب 6/ 123.