فهرس الكتاب
الصفحة 794 من 1188

أما الاستغفار الخاص فالعبد يبادر فيه بالتوبة لو غلبته نفسه على العصيان أو استجاب في غفلة النسيان للشيطان، فمهما بلغ الذنب فإن للغفور باب مغفرة لا يغلق حتى تغرغر النفس أو تطلع الشمس من مغربها قال تعالى: {وَالذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُون} [آل عمران:135] ، وروى مسلم من حديث أبي موسى - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إِنَّ اللهَ - عز وجل - يَبْسُطُ يَدَهُ بِالليْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ الليْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا) (1) .

وممن تسمى بالتعبد للاسم عبد الغفور بن عبد العزيز الواسطي، من رواة الحديث لكنه ضعيف الحديث كما قال أبو حاتم، وقال يحيى بن معين: عبد الغفور ليس حديثه بشيء (2) .

الدليل على ثبوت الاسم وإحصائه.

اسم الله الودود ورد مطلقا معرفا ومنونا محمولا عليه المعنى مسندا إليه مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية، قال تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُود ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} [البروج:14/ 15] ، وقال أيضا: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود:90] ، ولم يرد الاسم في السنة إلا في سرد الأسماء عند الترمذي وهو من إدراج الوليد بن مسلم كما تقدم.

شرح الاسم وتفسير معناه.

(1) مسلم في التوبة، باب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة 4/ 2113 (2759) .

(2) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 6/ 55.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام