وقد أثنى الله على عباده وأوليائه بسؤالهم الجنة ورجائهم لها، والاستعاذة من النار وعذابها، فقال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:90] ، وقال: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [الفرقان:65/ 66] ، وعند أبي داود وصححه الألباني من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: (كَيْفَ تَقُولُ فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ أَتَشَهَّدُ وَأَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، أَمَا إِنِّي لاَ أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلاَ دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ، فَقَالَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم: حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ) (1) .
وممن تسمى بإضافة العبودية لاسم الله الأول الإمام أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قال محمد بن طاهر القيسراني في وفيات سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة: (وفيها مات مسند زمانه الإمام أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي ببغداد عن خمس وتسعين سنة) (2) .
الدليل على ثبوت الاسم وإحصائه.
اسم الله الآخر ورد مع الاسم السابق في قوله تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد:3] ، وكذلك ورد في السنة من حيث أبي هريرة - رضي الله عنه - الذي تقدم وفيه: ( .. وَأَنْتَ الآخِرُ فَليْسَ بَعْدَكَ شيء .. الحديث) (3) .
(1) أبو داود في الصلاة، باب في تخفيف الصلاة 1/ 270 (792) ، صحيح أبي داود 1/ 150 (710) .
(2) تذكرة الحفاظ، أطراف أحاديث كتاب المجروحين لابن حبان للقيسراني 4/ 1315.
(3) انظر ص 301.