وذكر أبو طالب المكي أن النفس مبتلاة بأربعة أوصاف، أولها معاني صفات الربوبية نحو الكبر والجبرية، وحب المدح والعز والغنى، ومبتلاة بأخلاق الشياطين مثل الخداع والحيلة والحسد، ومبتلاة بطبائع البدن وحب الأكل والشرب والنكاح، وهي مع ذلك كله مطالبة بأوصاف العبودية مثل الخوف والتواضع والذل، والنفس خلقت متحركة وأمرت بالسكوت، وأنى لها ذلك إن لم يتداركها المليك، وكيف تسكن بالأمر إن لم يسكنها محركها بالخير، فلا يكون العبد عبدا مخلصا حتى يكون للمعاني الثلاثة مخلصا، فإذا تحققت أوصاف العبودية كان خالصا من المعاني التي هي بلاؤه من صفات الربوبية، فإخلاص العبودية للوحدانية عند العلماء الموحدين أشد من الإخلاص في المعاملة عند العاملين، وبذلك رفعوا إلى مقامات القرب، وذلك أنه لا يكون عندهم عبدا حتى يكون من المخالفات حرا، فكيف يكون عبدَ رب وهو عبدُ عبد؟ (1) .
روى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِىَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ) (2) .
وبخصوص التسمية بعبد المليك والتعبد لله به، فلم يتسم به أحد من السلف أو الخلف في مجال ما أجرينا عليه البحث الحاسوبي، وأظهر البحث في الإنترنت بعضا من المسلمين في مصر تسموا به.
الدليل على ثبوت الاسم وإحصائه.
(1) قوت القلوب 1/ 85 بتصرف.
(2) البخاري في الجهاد، باب الحراسة في الغزو في سبيل الله 3/ 1057 (2730) .