فهرس الكتاب
الصفحة 687 من 1188

ولو قيل له: إن النص لا يحتمل التأويل وتأويلك بلا دليل، لقال: وأنا أعظم الله وأنفي عنه التشبيه والتمثيل ويا عجبا لتعظيمه، فمن الذي أدخل في اعتقاده أصلا أن النصوص ظاهرها باطل حامل للتشبيه والتمثيل؟ فهو إذا يحاول بكل سبيل أن يرد الصفة الحقيقية لله ويعطلها عن مدلولها حتى لا يكاد يثبت لله وصف حقيقيا، ويجعل دلالة النصوص دلالة عدمية محضة، فطريقة السلف هي التي تقتضي تعظيم الله حقا وهي إثبات بلا تعطيل وتنزيه بلا تمثيل، فالممثل يعبد صنما، والمعطل يعبد عدما، والموحد انتهج طريقة وسطا، وهي طريقة محمد - صلى الله عليه وسلم - في تعظيم ربه (1) .

ومن دعاء العبادة تعظيم أمر الله - عز وجل - والغيرة إذا انتهكت حرماته، فالموحد يسارع إلى مرضاته ما استطاع، يؤدي الواجبات ويسارع في المندوبات حتى تصبح المباحات طاعات وقربات تشهد بتوحيد لله وعبوديته وتعظيمه.

وممن تسمى عبد العظيم والد الحافظ عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل أبو الفضل العنبري البصري (ت:246 هـ) ، روى عنه الإمام ومسلم وغيره (2) .

الدليل على ثبوت الاسم وإحصائه.

(1) انظر تفصيل هذه القضية في مختصر القواعد السلفية للمؤلف ص 5 وما بعدها.

(2) انظر في ترجمته الثقات لأبي حاتم 8/ 511، وطبقات الحفاظ للسيوطي ص 232، والمقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد لابن مفلح 2/ 276، وتقريب التهذيب لابن حجر ص 293.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام