ويذكر أبو حامد الغزالي أن المحمود في العبد أن يكون وسطا بين العنف واللين كما في سائر الأخلاق، ولكن لما كانت الطباع إلى العنف والحدة أميل كانت الحاجة إلى ترغيبهم في جانب الرفق أكثر؛ فلذلك كثر ثناء الشرع على جانب الرفق دون العنف، وإن كان العنف في محله حسنا كما أن الرفق في محله حسن، وإنما الكامل من يميز مواقع الرفق عن مواضع العنف فيعطي كل أمر حقه، فإن كان قاصر البصيرة أو أشكل عليه حكم واقعه من الوقائع؛ فليكن ميله إلى الرفق فإن النجاح معه في الأكثر (1) ، ومن أعظم الرفق وتوحيد الله في اسمه الرفيق، مودة الرجل لزوجته ورفقه بها وكذلك مودة المرأة لزوجها، وقد تقدم ذلك في دعاء العبادة بالودود، قال أبو الفتح البستي:
ورافق الرفق في كل الأمور فلم يندم رفيق ولم يذممه إنسان
ولا يغرنك حظ جره خرق فالخرق هدم ورفق المرء بنيان
أحسن إذا كان إمكان ومقدرة فلن يدوم على الإحسان إمكان
فالروض يزدان بالأنوار فاغمة والحر بالعدل والإحسان يزدان (2) .
ومن جهة التسمية بعبد الرفيق فلم أجد بالبحث الحاسوبي أحدا من السلف أو الخلف سمي به في مجالنا، وكذلك لم أجده على الإنترنت، وهنيئا لمن سمى نفسه أو ولده بهذا الاسم فسيكون أول من تعبد لله به فيما نعلم، والله أعلم.
الدليل على ثبوت الاسم وإحصائه.
(1) إحياء علوم الدين 3/ 186 بتصرف.
(2) عنوان الحكم ص 38.