فهرس الكتاب
الصفحة 88 من 1188

وكذلك تسمية الله بالمغني استنادا إلى الاشتقاق من الفعل في قوله: { حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } [النور:33] ، وأيضا تسمية الله بالباقي لم أجد دليلا استندوا إليه إلا ما ورد في قوله تعالى: { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ َالْإكْرَامِ } [الرحمن:27] ، والدافع استندوا إلى المصدر من الفعل دفع في قوله: { وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } [البقرة:251] (1) ، وكذلك تسمية الله - عز وجل - بالمصلي استنادا إلى اشتقاقهم من الفعل في قوله: { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } [الأحزاب:43] ، أو قوله - عز وجل: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } [الأحزاب:56] ، وقس على ذلك أيضا تسمية الله سبحانه بالفاتن والبالي والراتق والساتر والسخط والمبغض والمحب والمفني والمنجي والمرشد والمنزع وغير ذلك من الأسماء التي اشتقت من أوصاف الله وأفعاله .

والأمثلة في ذلك كثيرة والقصد أن كثيرا من الأسماء المدرجة والمشتهرة على ألسنة العامة والخاصة ليست من الأسماء الحسنى وإنما هي أوصاف لله - عز وجل - أو أفعال وهي إن كان معناها حق إلا أن دورنا حيال الأسماء الجمع والإحصاء ثم الحفظ والدعاء وليس الاشتقاق والإنشاء أو تسمية الله بما نشاء .

(1) انظر المزيد عن الأسماء التي اشتقها العلماء من الصفات والأفعال في كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم لابن الوزير 7/228، وكتاب الأسماء والصفات للبيهقي ص 80، ص102 .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام