إعجاب الحداثيين بشعرهما فيقول: «إن الانتهاك - أي تدنيس المقدسات - هو ما يجذبنا في شعرهما والعلة في هذا الجذب؛ أننا لا شعوريًا نحارب كُلَّ ما يحول دون تفتح الإنسان، فالإنسان من هذه الزاوية ثوري بالفطرة، الإنسان حيوان ثوري» [1] .
ويتحدث حداثي آخر وهو عبد الحميد جيده عن روافد الحداثة فيقول: «الرافد الصوفي صُبَّ في دائرة الشعر العربي المعاصر، ولوَّنه بلونه الخاص، إن النفري والحلَّاج، وذا النون، وابن عربي، وغيرهم، أثَّرُوا في أدونيس والسيّاب والبياتي ونازك الملائكة، وصلاح عبد الصبور، ومحمد عفيفي مطر، ولذا فإن القيم التي يضفيها الشعر العربي الجديد إنّما يستمدُّها من التراث الصوفي» [2] . فماذا يبقى إذن من عظمة لهذا الدين في النفوس بعد وصفه بالجذام الذي إذا انتشر في الجسد فتك به، ووصفه كذلك بأنه مرض اجتماعي يجب القضاء عليه، لا بوسائل الطب الحديث ولكن بوسائل الأعداء عبر مجالات كثيرة في المجتمع المسلم فتارة عن طريق الإعلام، وتارة عن طريق التعليم، وأخرى عن طريق النظريات التي يسمونها علمية، وهي في الحقيقة نظريات زندقة وإلحاد وفجور وعهر.
ومهما حاول المفسدون في الأرض القضاء على الدين سواء في النفوس أو في واقع المجتمع، فلن يستطيعوا بإذن الله تعالى لأن الله تعالى قال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ، ومن لوازم حفظ هذا الدين حفظ عقيدته وشريعته، وقيمه وأخلاقه.
(1) «الحداثة في ميزان الإسلام» (ص 28) للشيخ عوض القرني.
(2) المصدر السابق (ص 29) .