الصلاة والسلام: {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65 - 66] .
وقد سار أعداء الإسلام في نفس الخط ساخرين بالدين والقيم التي شرَّفنا الله تعالى بها، فهذا محمد السعدني يتبجح ويقول: «الدين واللغة والتقاليد ثلاثة أمراض اجتماعية» [1] ، وهو يردد من حيث يشعر أو لا يشعر مقالة المستشرق «كيمون» - ولكن بصورة أخرى - إذ يقول: «إنَّ الديانة المحمدية جذام تفشَّى بين الناس، وأخذ يفتك بهم فتكًا ذريعًا، بل هي مرض مريع، وشلل عام، وجنون ذهولي ... » [2] .
يكتب مثل هذا الدس والتشويه والهدم في مثل تلك الجريدة لهدف وهو طرق أسماع الشباب المولع بقراءة ما يكتب في تلك الجريدة لكي يتسنَّى لهم إضعاف الإيمان والدين في قلوب شباب المسلمين، وإذا فسد الشباب فلا رجاء في عودة الأمة إلى مجدها وعزِّها وتمكينها.
وكذلك من وسائل هدم قداسة الدين وهيبته في نفوس الأجيال ما نشرته جريدة الوطن المصرية [3] تحت عنوان «عذاب القبر على شرائط فيديو!!» ، سخرت فيه بعذاب القبر وأهوال يوم القيامة، فإذا شاهده المسلمون ضعف ذلك الأمر الغيبي في نفوسهم، وضعف بذلك الخوف عندهم فيتجرؤون على حدود الله ومحارمه.
وعندما ننظر في أدب الحداثة والحداثيين نجده يسعى لتحقيق هذا الهدم المنشود لأعداء الإسلام، فهذا كبير الحداثيين الذي عَلَّمَهُمْ الزندقة يبحث في الأدب القديم عن مثل: أبو نُواس، وعمرو بن أبي ربيعة، وسبب
(1) جريدة «الرياضية» عدد (1532) . وانظر: (ص 315) من هذه الرسالة.
(2) انظر: (ص 316) من هذه الرسالة.
(3) بتاريخ (8/ 12/1984 م) . وانظر: (ص 320) من هذه الرسالة.