لم ينفعهم ذلك، وصار إهمالهم له سبب تسليط الأعداء عليهم، ويعرف هذا من استقرأ الأحوال والنظر في أول المسلمين وآخرهم» [1] .
ومن لم يقتنع من أبناء المسلمين في العصر الحاضر بأن قوة المسلمين وعزتهم في التمسك بهذا الدين الحق، ولا يكفيه الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة، فأورد له ما قال «مرماد يوك باكتول» ، حيث يقول: «إنَّ المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها بها سابقًا، بشرط أن يرجعوا إلى الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول، لأنَّ هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم» [2] .
يقول الدكتور محمد محمد حسين رحمه الله: «وأنا أعلم أنَّ كثيرًا من الناس لا يقع منهم الدليل موقع الاقتناع إلّا إذا نُسِبَ إلى الغرب، وإلى هؤلاء أسوق بعض ما نقلته صحف لا تُتَّهَمُ عندهم بالرجعية عن علماء الغرب وهيئاته.
فمن ذلك ما نقلته «المصور» [3] عن الأستاد بيتريم ساروكين مدير مركز الأبحاث بجامعة «هارفارد» في كتاب له صدر أخيرًا بعنوان «الثورة الجنسية» حيث يقرر أن أمريكا سائرة بسرعة إلى كارثة في الفوضوية الجنسية، كما يقرر أنها متجهة إلى الاتجاه نفسه الذي أدَّى إلى سقوط الامبراطورية الإغريقية ثُمَّ الامبراطورية الرومانية في الزمان القديم، ويقول في ذلك الصدد: «إننا محاصرون من جميع الجهات بتيار مطرد من الجنس يغرق كل
(1) «تيسير الكريم الرحمن ... » (8/ 119 - 120) .
(2) «قادة الغرب يقولون» (ص 70) لجلال العالم.
(3) عدد (1689) (ص 4) .