باق ما بقي الدهر كلَّما ازداد به العاقل تفكرًا ازداد به فرحًا وتبصرًا، {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} ، أي ليعليه على سائر الأديان بالحجة والبرهان، ويظهر أهله القائمين به بالسيف والسنان، فأمَّا نفس الدين فهذا وصف ملازم له في كُلِّ وقت، فلا يمكن أن يغالبه مغالب أو يخاصمه مخاصم إلا فلجه وصار له الظهور والقهر، وأمَّا المنتسبون إليه فإنهم إذا قاموا به واستناروا بنوره واهتدوا بهديه في مصالح دينهم ودنياهم فكذلك لا يقوم لهم أحد، ولا بُدَّ أن يظهروا على أهل الأديان، وإذا ضيعوه واكتفوا منه بمجرد الانتساب إليه