والمعرفة. والثاني بالقصد والإرادة، وهذا الثاني أيضاً نوعان: توحيد في الربوبية، وتوحيد في الألوهية، فهذه ثلاثة أنواع» [1] .
وقال في موضع آخر بعد أن ذكر معاني التوحيد عند المبتدعة: «وأما التوحيد الذي دعت إليه رسل الله، ونزلت به كتبه، فوراء ذلك كله وهو نوعان: توحيد في المعرفة والإثبات، وتوحيد في القصد والطلب ... » [2] .
فلا بد من إقامة المجتمع المسلم على أساس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ومعنى قيام المجتمع المسلم على هذه العقيدة الصافية كما يقول الدكتور يوسف القرضاوي: «أنه يقوم على احترام هذه العقيدة وتقديسها، ويعمل على تثبيتها في العقول والقلوب، ويربي ناشئة المسلمين عليها، ويرد عنها أباطيل المفترين، وشبهات المضلين، ويجلّي فضائلها وآثارها في حياة الفرد والمجتمع، عن طريق الأجهزة التوجيهية التي تؤثر في سير المجتمع، من المساجد والمدارس والصحافة والإذاعة والتلفزيون .. والأدب بكل فنونه، من شعر ونثر وقصص .. » [3] .
وفي المقابل، فالمجتمع المسلم ليس مجتمعًا ينتشر فيه الكفر والإلحاد والزندقة، «فليس مجتمعًا ماديًا، ولا مجتمعًا علمانيًا (لا دينيًا) ولا مجتمعًا وثنيًا، ولا مجتمعًا يهوديًا أو نصرانيًا، ولا مجتمعًا لبراليًا رأسماليًا، ولا مجتمعًا اشتراكيًا، إنما هو مجتمع يدين بعقيدة التوحيد
(1) «مدارج السالكين» (1/ 24 - 25) .
(2) المصدر نفسه (3/ 449) . وانظر: «اجتماع الجيوش الإسلامية» (ص 43) لابن القيم، وقسّم رحمه الله تقسيمًا غير هذا فقال: «فهما توحيدات لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما: توحيد المرسل، وتوحيد متابعة الرسول» . انظر: «مدارج السالكين» (2/ 387) .
وخلاصة القول: أن التوحيد ثلاثة أنواع: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات (علمي خبري) ، وتوحيد الألوهية (قصدي طلبي) والله أعلم.
(3) «ملامح المجتمع المسلم» (ص 23 - 24) .