فهرس الكتاب
الصفحة 920 من 1137

أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل: 36] .

فأول واجب على العبد معرفته والإيمان به: التوحيد [1] لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذًا إلى نحو أهل اليمن قال له: إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى ... » [2] ، وفي رواية مسلم: « ... فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ... » ، وفي رواية أخرى عند مسلم أيضاً: « ... فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله - عز وجل - ... » ، ووجه الجمع بين هذه الروايات كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: « ... أن المراد بالعبادة: التوحيد، والمراد بالتوحيد: الإقرار بالشهادتين، والإشارة بقوله ذلك إلى التوحيد، وقوله: فإذا عرفوا الله، أي عرفوا توحيد الله، والمراد بالمعرفة: الإقرار والطواعية، فبذلك يجمع بين هذه الألفاظ المختلفة في القصة الواحدة وبالله التوفيق» [3] .

وهذا التوحيد الذي دعت إليه الرسل - عليهم الصلاة والسلام - نوعان، قال الإمام ابن القيم - عليه رحمة الله: «التوحيد نوعان: نوع في العلم والاعتقاد، ونوع في الإرادة والقصد، ويسمى الأول: التوحيد العلمي، والثاني: التوحيد القصدي الإرادي، لتعلق الأول: بالإخبار

(1) هذا مذهب السلف، أما عامة المتكلمين فيرون أول واجب هو: النظر، أو القصد، أو الشك، أو المعرفة. انظر: «درء تعارض العقل والنقل» (8/ 3، 4، 5 - 17، 350) لابن تيمية، و «مدارج السالكين» (3/ 443 - 444) ، و «فتح الباري» (13/ 361 - 366) لابن حجر.

(2) أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، برقم (7372) ، «فتح» (13/ 359) ، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، برقم (29 - 31) ، «نووي» (1/ 310) .

(3) «فتح الباري» (13/ 367) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام