فهرس الكتاب
الصفحة 78 من 1137

فقال ابن كثير رحمه الله: «أي: عن أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو سبيله، ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله، فما وافق ذلك قُبل، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائناً من كان» [1] .

وأخرج البخاري بسنده عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كُلُّ أمتي يدخلون الجنة إلّا من أبى، قالوا: ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» [2] .

* ومن علامات محبته - صلى الله عليه وسلم:

الإكثار من ذكره والصلاة عليه عملًا بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56] ، وامتثالًا لقوله - صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثمَّ صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرًا ... » الحديث [3] .

وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله عند حديثه عن فوائد وثمرات الصلاة والسلام على الرسول - صلى الله عليه وسلم: «الثانية والثلاثون: أنها سبب لدوام محبته للرسول - صلى الله عليه وسلم - وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقدٌ من عقود الإيمان الذي لا يتمُّ إلَّا به، لِأن العبد كلَّما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه تضاعف حُبُّه له وتزايد شوقُه إليه، واستولى على جميع قلبه، وإذا أعرض عن ذكره، وإحضاره

(1) المصدر نفسه (3/ 491) .

(2) كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، برقم (7280) ، «فتح» (13/ 263) .

(3) أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يسأل له الوسيلة، برقم (384) ، «نووي» (4/ 328) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام