هم أظهروا ما في صدورهم من الحقد على الإسلام وأهله [1] .
الدليل الثاني:
قوله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي} إلى قوله: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ} [التوبة: 49 - 52] .
قال أهل التأويل: المراد بقوله: {أَوْ بِأَيْدِينَا} يعني: القتل [2] إن أظهرتم ما في قلوبكم من الحقد والحسد، وتلفظتم بما يوجب الكفر والقتل بالسيف [3] .
ومما يدل على ذلك أيضاً: قوله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} [التوبة: 101] .
ورد في تأويل قوله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ} بالقتل في الدنيا، والعذاب في البرزخ.
وقيل: القتل في الدنيا، وعذاب الآخرة [4] ، قال أبو جعفر الطبري:
(1) انظر: «جامع البيان» (6/ 457 - 458) للطبري.
(2) انظر: «جامع البيان» (6/ 389) ، عن ابن عباس برقم (16816) ، وقتادة برقم (16817) ، و «معالم التنزيل» (2/ 300) للبغوي، و «زاد المسير» (3/ 451) لابن الجوزي، و «الدر المنثور» (3/ 446) عن ابن جريج وعزاه لابن المنذر.
(3) انظر: «معالم التنزيل» (2/ 300) للبغوي، و «الصارم المسلول» (ص 353) لابن تيمية.
(4) انظر: «جامع البيان» (6/ 457 - 458) للطبري، و «معالم التنزيل» (2/ 323) للبغوي، و «الجامع لأحكام القرآن» (8/ 153) للقرطبي، و «الدر المنثور» (3/ 487) للسيوطي.