قال الإمام الطحاوي في عقيدته: «وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين - أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر - لا يذكرون إلّا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير سبيل» [1] .
وقال ابن عساكر الدمشقي رحمه الله: «واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته: أنَّ لحوم العلماء - رحمة الله عليهم - مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براءٌ أمره عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاف على من اختاره الله لنعش العلم خلق ذميم» [2] .
وقد وقف السلف - رحمه الله تعالى - في وجه من طعن على العلماء وتنقصهم، قال الإمام أحمد: «إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام؛ فإنه كان شديدًا على المبتدعة» [3] .
وقال يحيى بن معين رحمه الله: «إذا رأيت الرجل يتكلم في حماد بن سلمة وعكرمة مولى ابن عباس فاتهمه على الإسلام» [4] .
ومن تحذير السلف - رحمهم الله تعالى - من الاستخفاف بالعلماء ما قاله أمير المؤمنين في الحديث عبد الله بن المبارك: «حق على العاقل أن لا يستخفَّ بثلاثة: العلماء، والسلاطين، والإخوان؛ فإنَّ من استخفَّ
(1) «شرح العقيدة الطحاوية» (ص 491) .
(2) «تبيين كذب المفتري» (ص 29) .
(3) «السير» (7/ 450) للذهبي.
(4) «شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة» (3/ 514) للالكائي، و «السير» (7/ 447، 5/ 31) . قال الذهبي رحمه الله: «هذا محمول على الوقوف فيهما - يعني: حماد بن سلمة، وعكرمة - بهوى وحيف في وزنهما، أمَّا من نقل ما قيل في جرحهما، وتعديلهما على الإنصاف، فقد أصاب» . «السير» (5/ 31) .