فهرس الكتاب
الصفحة 725 من 1137

من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه، وإكرامَ ذي السلطان المقسط» [1] .

وقد كان السلف يعرفون لأهل العلم فضلهم، ويحترمونهم احترامًا كبيرًا، ويظهر ذلك في التعامل معهم، فهذا ابن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة وترجمان القرآن وابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع جلالته وعلو شأنه - يأخذ بِرِكابِ زيد بن ثابت الأنصاري، ويقول: «إنّا هكذا نفعل بكبرائنا وعلمائنا» [2] .

وبلغ الاحترام والتقدير بحبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «مكثت سنتين أريد أنْ أسأل عمر بن الخطاب عن حديثٍ ما منعني منه إلّا هيبته» [3] .

وهذا إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله يقول لأحد شيوخه: «لا أقعد إلّا بين يديك أُمِرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه» [4] .

هذا حال من أراد الله له السعادة والخير، أمَّا من انحرف عن سبيل المؤمنين واتخذ سبيل الضلالة بالطعن على أهل العلم وازدرائهم وتنقصهم، والسخرية بهم، فهو جرم عظيم، ودليل على فسق صاحبه، وضعف دينه وعقله.

(1) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، بابٌ في تنزيل الناس منازلهم، برقم (4843) (5/ 174) وقد حسّنه الذهبي والنووي، والحافظان العراقي وابن حجر، كما في «تخريج شرح السنة» (13/ 42) للشيخ شعيب الأرناؤوط، وحسنه - أيضاً - العلامة الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (3/ 918) .

(2) أخرجه الحاكم (3/ 478) ، برقم (5785) وصححه، ووافقه الذهبي، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (1/ 514) ، برقم (832) . وقال الهيثمي في «المجمع» (9/ 345) : « ... رجاله رجال الصحيح غير رزين الرُّماني وهو ثقة» . وأورده الحافظ في «الإصابة» (2/ 491) بسند صحيح.

(3) أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (1/ 456) .

(4) انظر: «تذكرة السامع والمتكلم» (ص 87 - 88) لابن جماعة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام