ومن صور الاستهزاء بالعلماء: ما ذكره الدكتور نعمان أحمد عن عمر بن عبد العزيز ومالك بن أنس، قال: «عمر بن عبد العزيز ومالك بن أنس يذكران في طبقة المغنين، والسبب نشأتهما في المدينة المنورة حيث يتعانق الفن والدين عناقًا حارًا» [1] .
لقد تأثر هذا الدكتور!؟ بكتاب الأغاني «لأبي الفرج الأصفهاني، فهو صاحب القدح المعلَّى في الدس والتشويه لتاريخ الأمة المسلمة، والطعن في العلماء والأمراء، وما ذاك إلا لثقافته الشعوبية، التي استقى منها هذا المفتري؛ بجعله مجتمع المدينة النبوية يعج بالغناء حتى تأثر بذلك العلماء والأمراء، {قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ} [التوبة: 64] ، من ظهور الدين وأهله، وغلبة الحق على الباطل، وتمكين الله لعباده المؤمنين، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105] .
ومن الصور في الاستهزاء بالعلماء - أيضاً: ما تفوه به الدكتور أسامة عبد الرحمن في شعره، قال:
وذبحت طارق تحت باب أمية ... وصلبت عكرمة على الأخشاب
وطعنت مسلم تحت ركن صحيحه ... وشنقت كل مراجع الفارابي
أغرقت تحت الدجلتين مراكبي ... ورميت كل قصائد السيّاب [2]
ففي ذبح طارق، وصلب عكرمة على الأخشاب، وطعن الإمام مسلم تحت ركن صحيحه، وغيرها استخفاف بالعلماء الذين يحملون
(1) مجلة «كل الناس» عدد (84) .
(2) مجلة «اليمامة» عدد (691) . وانظر: «رسالة الإصلاح» (ص 63) للجبرين.