فهرس الكتاب
الصفحة 54 من 1137

هاهنا مغاضبه، وما نهى عنه، و «تعظيمها» ترك ملابستها، قال الليث: {حُرُمَاتِ اللَّهِ} : ما لا يحل انتهاكها، وقال قوم: الحرمات: هي الأمر والنهي، وقال الزجاج: الحرمة: ما وجب القيام به، وحرم التفريط فيه، وقال قوم: الحرمات هاهنا المناسك، ومشاعر الحج زمانًا ومكانًا».

والصواب: أن «الحرمات» تعم هذا كله، وهي جمع حرمة، وهي ما يجب احترامه، وحفظه: من الحقوق والأشخاص، والأزمنة، والأماكن، فتعظيمها: توفيتها حقها وحفظها من الإضاعة» [1] .

ولا شك أن درجات الناس تتفاوت في تعظيم شعائر الله ودينه، وتتفاوت أعمالهم بسبب قوة هذا التعظيم في قلوبهم وضعفه.

يقول ابن القيم رحمه الله: «والأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والمحبة، والتعظيم والإجلال، وقصد وجه المعبود وحده دون شيء من الحظوظ سواه، حتى لتكون صورة العملين واحدة، وبينهما في الفضل ما لا يحصيه إلا الله تعالى ... » [2] .

ولكن سبق في علم الله - سبحانه وتعالى - وقدره أن أقوامًا ينقضون هذا الأصل العظيم، ويأتون على بنيانه من القواعد، وذلك بسبب وقوعهم في الاستهزاء والسخرية بالدين وشعائره.

يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: « ... وذلك أن الواجب على كل مكلف في آيات الله الإيمان بها، وتعظيمها وإجلالها وتفخيمها، وهذا المقصود بإنزالها وهو الذي خلق الله الخلق لأجله، فضد الإيمان الكفر بها، وضد تعظيمها الاستهزاء بها واحتقارها ... » [3] .

(1) «مدارج السالكين» (2/ 74) .

(2) «المنار المنيف» (ص 33) .

(3) «تيسير الكريم الرحمن» (1/ 93) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام