فهرس الكتاب
الصفحة 485 من 1137

مصيبة، تالله إنها فتنة عمت فأعمت، وربت على القلوب والأسماع فَأَصَمَّتْ ... » [1] .

وقد واجه الإمام محمد بن عبد الوهاب بعض الناس في زمانه من المفتونين بعبادة الأموات، والعكوف على أضرحتهم، والإصغاء لشبهات معظِّميهم والدفاع عنهم، فقال رحمه الله مخاطبًا عبد الله بن سُحَيْم محذرًا إياه من اتباع بعض أهل الشرك، قال: «فلما غربلك [2] الله بولد المويس ولَبَّس عليك وكتب لأهل الوشم يستهزئ بالتوحيد، ويزعم أن بدعة وأنه خرج من خراسان، ويسب دين الله ورسوله لم تفطن لجهله، وعظم ذنبه، وظننت أن كلامي فيه من باب الانتصار للنفس ... » [3] . وهذا حال كثير من الجهلة المتعجلين ما إن يسمعوا عالماً يقول قولًا أو يفعل فعلًا، إلا ابتدروا قوله وفعله بالقبول أو الرفض، بالمدح أو الذم، وهذا ليس من هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا من هدي أصحابه رضوان الله عليهم بل الواجب في ذلك الحلم والأناة، والتثبت والبحث حتى يظهر الحق بدليله.

(1) «الدرر السنية» (8/ 156) . وانظر (8/ 179) .

(2) من الألفاظ العامية عند أهل نجد، ولعلها تعني الدعاء بالامتحان والفتنة لتصفوا نفسه وتزكوا. مأخوذة من غربل الشيء: نخله وقطعه، والقوم قتلهم وطعنهم. انظر: «لسان العرب» (11/ 491) لابن منظور، و «القاموس المحيط» (4/ 34) ومن استعمالاتها عند أهل نجد بمعنى: أشغلك الله.

(3) المصدر نفسه (8/ 55) ، وقد واجه الشيخ رحمه الله أعداء كثر من المشركين يهزؤون بالتوحيد، منهم أحمد بن يحيى، قال عنه الشيخ: «وكذلك أحمد بن يحيى عداوته لتوحيد الألوهية والاستهزاء بأهل العارض ... ظاهرة لا يمكن أنها لا تبلغك» . «الدرر السنية» (8/ 97) . وانظر (8/ 63) من نفس المصدر. وهناك رسالة مستقلة في هذا الباب بعنوان: «دعاى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب» للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف تتبع فيها - حفظه الله - مزاعم أعداء الشيخ من المشركين والمبتدعة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام