بالاستهزاء بآيات الله ورسوله من كان يأمر بدعاء الموتى والاستغاثة بهم مع ما يترتب على ذلك من الاستهزاء بالله وآياته ورسوله؟ ومن كان يأمر بدعاء الله وحده لا شريك له كما أمرت رسله ويوجب طاعة الرسول ومتابعته في كل ما جاء به» [1] .
فـ «هؤلاء الضالون مستخفون بتوحيد الله ويعظمون دعاء غير الله من الأموات فإذا أُمروا بالتوحيد ونُهوا عن الشرك استخفوا بالله كما أخبر تعالى عن المشركين بقوله: {وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا} [الفرقان: 41] فاستهزءوا بالرسول - صلى الله عليه وسلم - لما نهاهم عن الشرك» [2] .
وكثير من هؤلاء الضلال يجدون في العبادة التي يصرفونها لغير الله، من التذلل والسكون ما لا يجدونه عند عبادة الله تعالى، وهذا من تلبيس الشيطان على القبوريين [3] .
قال الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب: « ... كما يشاهد اليوم في زماننا يفعل في مشهد علي وغيره من المشاهد والمساجد المبنية على القبور، ويجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع والبكاء، أعظم مما يجدون في بيوت الله، بل إذا قام أحدهم في الصلاة بين يدي الله نقرها نقر الغراب، ومنهم من يحلف بالله اليمين الغموس كاذبًا فإذا قيل له احلف بتربة فلان أو فلان أبى أن يحلف كاذبًا فيكون فلان أو تربته والشيخ فلان أعظم في صدره من الله، فإنا لله وإنا إليه راجعون ما أعظمها من
(1) «الدرر السنية» (1/ 204) جمع عبد الرحمن بن قاسم، وتقدم ما يشابه هذا الكلام عند شيخ الإسلام. انظر: «تلخيص الاستغاثة» (ص 353) ، وهذه الرسالة (ص 180 - 181) .
(2) المصدر السابق (1/ 202) .
(3) انظر عن القبورية وفرقها وعقائدها وجهود العلماء ضدها: رسالة دكتوراه للشيخ شمس الدين السلفي الأفغاني، بعنوان «جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية» .