فهرس الكتاب
الصفحة 354 من 1137

العقائد، وإكمال الدين، وسعة الأحوال وغير ذلك ممَّا انتظمته هذه الملة الحنيفية، إلى دخول الجنة، والخلود في رحمة الله، هذه كلها نعم الله ... » [1] .

وقد جاء رجل من اليهود إلى عمر - رضي الله عنه - فقال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر يهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال: أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} ، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم بعرفة يوم جُمعةٍ» [2] .

قال الحافظ: « ... فإن قيل: كيف دلت هذه القصة على ترجمة الباب؟ أجيب: من جهة أنها بينت أن نزولها كان بعرفة، وكان ذلك في حجة الوداع، التي هي آخر عهد البعثة حين تمت الشريعة وأركانها، والله أعلم» [3] .

ففي هذا العرض الموجز لتفسير آية المائدة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ

(1) «المحرر الوجيز» (2/ 155) . وانظر: «الجامع لأحكام القرآن» (6/ 42) للقرطبي.

(2) رواه البخاري في الإيمان، باب زيادة الإيمان ونقصانه، برقم (45) ، «فتح» (1/ 129) ، وفي المغازي، باب حجة الوداع، برقم (4145) ، وفي تفسير سورة المائدة، باب {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} ، برقم (4330) ، وفي «الاعتصام بالكتاب والسنة» ، أول حديث في الباب، برقم (6840) ، ومسلم في التفسير في أوله، برقم (3017) ، «نووي» (18/ 360) .

(3) «فتح الباري» (1/ 130) لابن حجر العسقلاني، وقد اسْتَوْفَى الكلام عن معنى إكمال الدين في آية المائدة، وما قاله المفسرون وغيرهم من العلماء كالإمام الشاطبي، وابن تيمية: فضيلة شيخنا د/ عابد السفياني في كتاب «الثبات والشمول في الشريعة الإسلامية» (ص 136 - 147) ، وذكر بعض الأقوال المرجوحة حول تفسير الآية، منها: «تفسير الإكمال» بإتمام الحج ونفي المشركين عن البيت كما هو اختيار شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله، وأجاب عن ذلك بأجوبة نافعة وتوجيه سديد، فليراجعه من أراد الفائدة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام