تحقيقًا ... » [1] .
فمن وقع في الاستهزاء بالدين كله أو بعضه فهو مُشاقٌّ لله تعالى، ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، ومجانب لطريق المؤمنين الواضح المبين، الذي رسمه رب العالمين.
فإليك بعض النماذج والصور في السخرية بدين الله - تبارك وتعالى - فيمن كان قبلنا:
فمن تلك الصور: ما فعل السامري من صناعة العجل وتقديمه لبني إسرائيل على أنه هو إلههم وإله موسى: الذي ضلَّ عنه وذهب يطلبه [2] ، - على حد زعم هذا المفترى - ففي دعوة السامري بني إسرائيل إلى عبادة العجل من دون الله استخفاف بدين الله وتوحيده الذي جاء به موسى - عليه الصلاة والسلام - قال تعالى: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} [طه: 88] .
فبنى صانع العجل ومن معه معبدًا، ليزاول الناس فيه عبادة هذا الصنم، ويدينون له بالذُّلِّ والخضوع والطاعة، اتباعًا لغير سبيل المؤمنين في اتباعهم لما شرعه لهم على ألسنة رسله من تحريم الشرك، وإيجاب التوحيد الذي هو دين جميع المرسلين.
ومن ذلك ما فعلت النصارى - عليهم لعنة الله - في عبادة الصليب من دون الله، قال ابن القيم: «وكيف ينكر لأمة أطبقت على صلب معبودها وإلهها ثم عمدت إلى الصليب فعبدته وعظمته، وكان ينبغي لها أن تحرق كل صليب تقدر على إحراقه، وأن تهينه غاية الإهانة إذا صلب عليه إلهها الذين
(1) «تفسير القرآن العظيم» (1/ 842) . وانظر: «معالم التنزيل» (1/ 48) للبغوي.
(2) انظر: تفصيل القول في هذه الصورة المبحث الأول «صور الاستهزاء بالله تبارك وتعالى» من هذا الفصل.