فهرس الكتاب
الصفحة 646 من 1188

والمتين سبحانه هو القوي في ذاته الشديد الواسع الكبير المحيط، فلا تنقطع قوته ولا تتأثر قدرته، فالمتين هو القوي الشديد المتناهي في القوة والقدرة، الذي لا تتناقص قوته ولا تضعف قدرته، والذي لا يلحقه في أَفعاله مشقة ولا كلفة ولا تعَبٌ (1) ، قال تعالى: { إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } [الذاريات:58] ، فالله - عز وجل - من حيث إنه بالغ القدرة تامها قوي، ومن حيث إنه شديد القوة متِينٌ (2) .

وقال تعالى: { وَأُمْلِي لهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } [القلم:45] ، الكيد على إطلاقه هو التدبير في الخفاء بقصد الإساءة أو الابتلاء أو المعاقبة والجزاء، وقد يكون عيبا مذموما إذا كان بالسوء في الابتداء، وقد يكون محمودا مرغوبا إذا كان مقابلا لكيد الكافرين والسفهاء، فإذا كان الكيد عند الإطلاق كمالا في موضع ونقصا في آخر فلا يصح إطلاقه في حق الله دون تخصيص .

قال تعالى: { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً } [الطارق:16] ، وقال: { وَأُمْلِي لهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } [الأعراف:183] (3) ، فوصف الله كيده للكافرين بأنه كيد شديد قوي متين، لا يمكن لأحد منهم رده أو صده، والله - عز وجل - غالب على أمره، كتب الغلبة لنفسه ورسله وحزبه .

دلالة الاسم على أوصاف الله .

(1) السابق 13/399 .

(2) السابق 13/399، وانظر تفسير أسماء الله للزجاج ص55، وشرح أسماء الله الحسنى للرازي ص298 .

(3) انظر هذا المعنى في المواضع الآتية: الحقيقة والمجاز لابن تيمية 20 /471، وانظر له أيضا: الرسالة التدمرية ص14، والمحلى لابن حزم 1/34، وإعلام الموقعين لابن القيم 3/218، وحز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر لابن حيدرة 2/39 .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام